السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
يقطع الناس آلاف الكيلومترات لرؤية قلعة مهدمة أو منزل فاخر أو متحف أو قبر ضخم ولا ضير في ذلك لأخذ العظة والعبرة والنظر في أحوال الأمم والاعتبار مما جرى لها
ولكن العيب ان يغفل الإنسان عما حوله فلا يفكر في نفسه أو فيما تحت قدميه أو فوق رأسه!
اليوم سنسافر بعقولنا إلى أماكن قريبة جداً منا ولكنها مجهولة جداً لدينا
اصعدوا إلى عقولكم .. فكوا أحزمة الخيال .. استمتعوا
برنامج الرحلة:
( أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ{6} وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ{7} تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ{8} وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ).
رحلتنا في الأرض والسماء والماء لنبدأ
انظر إلى الأرض التي تقف عليها قد يتسأل البعض وما الجديد في هذه الأرض فهي لم تتغير منذ مئات السنين !؟
الغريب انك رغم كل هذه السنين لم ترى هذه الأرض على حقيقتها
هذا الترب هو المكون الرئيسي لك!
ثم هو مستقرك الأخير في هذه الدنيا! {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى }
هذه الأرض هي الام التي تهب لك الثروات
النفط والذهب والفضة والغاز و ... و ... و ...
الثروات التي يقتات عليها العالم وتسير اقتصاده وتزدان بها مدننا وبيوتنا ونسائنا
وتتصارع عليها الدول ويُقتل دونها البشر
هذه الأرض لولا عظيم صنع الله وتسخيرها لك لما استطعت الوقوف عليها! قد تحب تجربة الخروج من الجاذبية لدقائق ولكن تخيل لو لم توجد هذه الجاذبية كيف ستكون حياتنا؟
لنتخيل .. أنت تطير في الهواء ولا تستطيع ان تستقر في مكان وكذلك اهلك ومنزلك وأشيائك!
لنمت في مكان وأصبحت تائهاً في مكان أخر! بل ابسط من ذلك لعجزت عن تناول قطرة ماء!
الأرض نتنقل عليها ونسكن عليها ونعصي الله عليها ويوم القيامة تشهد علينا {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا }!
هذه الأرض بيوت الحيوان ومراتعه وبيئة النبات وموطنه
فسبحان الله عدد رمل الأرض وعدد ما يدب عليها
دع الأرض وانظر إلى السماء ارفع نظرك اليها حلق في ملكوت الله
حاول ان تقف على بعض أسرارها أو تحيط ببعض مظاهر اعجازها
لا جديد تراه فيها فقد حفظت معالمها ووعيتها !
هل أنت متأكد ؟
تأمل معي إذاً ؛ غلاف جوي يحيط بك يحميك من غازات الكون السامة ليصلك الهواء النقي!
كما انه يحفظك من أشعة الشمس الضارة ليصلك المقدر المعين المفيد
غازات بنسب محددة لو اختلفت لما استطعت العيش!
في النهار شمس تسطع تنير لك يومك .. توازن لك حرارة هذا الكون .. تنضج لك ثمرك .. تسهم في بناء جسدك
تختلف مساقطها على الأرض فيختلف تبعاً لذلك طول الليل والنهار وحرارة الجو وأنواع الحيوان والنبات والثمار وصفات الإنسان ولون بشرته!
ماذا لو لم توجد الشمس ماذا سيكون؟ هذا السؤال طرحته على طلابي ذات مرة فأجابوا ببراءة الطفولة سنموت! وقد صدقوا.
انظر إلى السحب كيف تجمعت و تكونت
ألم تكن قطرات ماء قبل قليل !
ألم تكن في متناول يدك فكيف صعدت إلى السماء؟
كيف تجمعت وأصدرت هذا الصوت العظيم وهذا الضوء الهائل؟ أتشكو – هذه القطرات - لوعة الفراق عن امها الأرض؟
ثم كيف نزلت من السماء لتستقبلها الأرض مرة أخرى؟ استقبال الام لفلذة كبدها فلا تلبث ان تحيا بعناقها وتنتعش!
هذه القطرات التي بللت راسك وأنت في فناء دارك قد تكون من البحر الأحمر! أو من البحر المتوسط! أو من المحيط الهندي! أو من .....
فهي لا تختار محل سقوطها بل تترك دفة السير للرياح وكلاً ميسراً لما خلق له!
سألت الطلاب مرة ماذا سيحدث لو توقفت الأمطار عن السقوط؟
اختلفت الإجابات ولكنها اتفقت على استحالة الحياة حينئذ؛ سبحان الله ما اكفر الإنسان إذا أحس بصحة وعافية ورُزق بمال وجاه – بلا حول منه ولاقوة - طغى رغم انه محتاج في كل حالاته للعون الخارجي
فماذا لو انقطع عنه المطر ؟ أو لم تشرق عليه الشمس ؟
أو اقرب منذ لك من الذي أجرى الدم في عروقه ؟ ومن الذي يحرك نبض قلبه ؟
فما رأيكم بمحتاج متكبر! وعالة على غيره قليل أدب !
نعود للرياح انظر إلى الهواء العليل كأنفاس عاشق متيم
الا يا صبا نجد متى هجت من نجد ... فقد زادني مسراك وجداً على وجد
انظر لها كيف تنقلب إلى قاتلاً محترف لا يبالي بأحد!
فهي تهدم كما كانت تبني!
انسيتم الاعصار جونو ؟
ثم انظر للسماء في الليل ... نجوم تظهر وأخرى تخفت
زينة .. هداية للحيارى في البر والبحر .. سلاحاً مسخراً لحفظك
قمر يشبه وجه محبوبتك وساعة تُرى بعرض الكون وطوله
هل صدمك هذا الواقع ألم تتخيله سابقاً أذاً اذهب واغسل وجهك
ثم تفكر في هذا الماء الذي تراه ليل نهار وتستخدمه دون احساس بأهميته
هذا الماء هو أنت!؟
نعم هو أنت فأولك ماء {خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ } وأكثر من 70% من جسمك عبارة عن ماء!
وأنت وأنا لا نستطيع ان نعيش بدون هذا الماء ولو منع عنك لدفعت في شربة منه كل ما تملك!
لحظة .. دقيقة .. عن أي أنواع الماء نتحدث هنا!؟
عن الماء العذب الذي في باطن الأرض وسطحها
أم عن الماء المالح الذي في البحار والمحيطات
ثم لماذا لم يكن الماء في أرضنا من نوع واحد مالح مثلاً ؟
فمن أين نشرب إذاً !؟ سنموت من العطش
طيب .. لماذا لا يكون كله عذب؟
فكيف ننتقل من مكان لآخر
كيف يكون مالح وتعيش داخله الأسماك والنباتات؟!
بصراحة .. لا ادري فهذا سر الاعجاز
الم تسد الرحلة شيئاً من فضولك
فانظر إلى النبات أو إلى الحيوان
هل تريدني ان أدلك على أول الخيط ؟ فكر بهذا السؤال وحاول ان تجيب عليه:
كيف يستطيع طفل صغير ضعيف ان يقود جمل ضخم أقوى منه عضلياً بعدة مرات ويعجز رجل قوي ان يمنع عقرب أو بعوضة من إيذائه رغم انه أقوى منها بعشرات المرات؟
إذا وجدت السر فضعه هنا
وإذا لم تجده وأرهقك التفكير اقرأ الردود فسأكشف لك هذا السر....